المتابعة للملف : عادل الرحموني
إن ناقوس الخطر الذي قرعه الوضع التحكيمي المخزي الذي تعرفه البطولة الاحترافية ، ما هو سوى صدى صغير لأزمة أكبر ، تعرفها الممارسة الكروية في البطولة الاحترافية ، والناقوس في الحقيقة هو تفريع لنواقيس خطر أكثر وأخطر ، تصب كلّها في مسمى كبير هو “غياب تكافؤ الفرص”… تكافؤ صار يطل علينا من كل جهة ومنفذ ، وأصبح المكتب المديري وهو الذي كان بعيدا تماما عن منطق المؤامرة ، وجاء بإرادة راسخة لتهديمه ، يعجز الآن عن إيجاد أجوبة لعدة أمور ، سنستعرضها في النقاط التالية :
1) البرمجة: بالأرقام والإحصائيات يعتبر الرجاء الرياضي أقل فريق حصولا على عدد أيام راحة في هذا الموسم ، مع العلم أنه لا يشارك في أي مسابقة خارجية ، بل كأنّه يؤدي بدلا عن الفرق المشاركة هذه الضغوط الزمنية.
2) تعيين الحكام: عانى ويعاني نادي الرجاء الرياضي من تعيينات غريبة وغير مفهومة لحكام صار من المكشوف والجليّ أنهم يتربصون بالفريق ، ولهم تاريخ مخزي في تدبير لقاءاته ، والغريب أكثر أن كل لفت انتباه إداري أو علني للمستوى السيء لهؤلاء الحكام ، فإن الرد يكون هو إعادة تعيينهم من جديد لقيادة مباريات الفريق ، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام ، عن تدبير التعيينات والغايات الدفينة للمسؤولين عنها.
3) مواعيد المقابلات: في إحصائية لتوزيع فترات لعب المباريات ، سجل نادي الرجاء الرياضي أرقاما تصنفه الأقل حصولا على لقاءات مسائية بين كل الفرق الوطنية ، بشكل يثير الدهشة ، حيث يتم الإبقاء على موعد الرابعة عصرا خصيصا للرجاء ، سواء كان مستقبلا أو ضيفا.
4) التزامات سابقة: وهو ما عرفته اجتماعات رسمية سابقة ، بالتزامات كانت واضحة وجليّة ، أنه لن يكون هناك تأجيلات للفرق المشاركة خارجيا إلاّ بعد وصولها لمرحلة الربع في المسابقات القارية التي تشارك فيها ، ولكن ، وبشكل غريب ، تعود التأجيلات ، والمتضرر الأكبر هو التنافس النزيه ، وتضرر الفرق غير المشاركة ، وعلى رأسها الرجاء الرياضي ، الذي سيطالب منه التضحية من أجل “صورة الكرة الوطنية” ، وهي صورة يتم إقحامها في كل تبرير خدمة لمصالح معينة.
5) تسهيلات غير مسبوقة: والملاحظ أيضا أن الفرق المشاركة خارجيا تستفيد من كل إمكانيات التسهيل والراحة ، بل وتُؤَجل بطولة من 16 ناديا من أجل تسهيل مهمة هذه الفرق ، وفي المقابل عندما كان الرجاء الرياضي مشاركا في البطولات الخارجية ، كانت توضع أمامه كل العراقيل والضغوطات ، وواقعة الجزائر ليست بالبعيدة.
6) حرمان استثنائي: حُرم نادي الرجاء الرياضي من حقه في استقبال جمهوره ، سواء كفريق مستقبل أو فريق ضيف ، في ممارسة غريبة تسيء بحق لصورة الكرة الوطنية ، وبدون أدنى تفسير منطقي ، ففي الوقت الذي كانت غالبية الفرق تستفيد من حقها الطبيعي والمشروع بأن تُدعم معنويا وماديا من تواجد جماهيرها سواء داخل الملعب أو حتى في التنقلات ، كانت العبارة الوحيدة التي يتلقاها الرجاء الرياضي هي : “الراجا…ممنوع”.
7) أثر مادي: هذا المنع له أثر مادي مباشر وحقيقي على مالية النادي ، والتي سجلت عجزا بمقدار 3 ملايير سنيتم إلى حدود هذه اللحظة من عمر الموسم الرياضي الحالي.
8) العلاقة مع الشركاء: دون نسيان تأثير هذا الإغلاق على علاقة النادي بشركائه الذين يراهنون على شعبية النادي وجماهيريته ، بالإضافة إلى رغبة العديد منهم الانتقال إلى احتضان المؤسسات الراعية للكرة وليس النوادي ، بل منها من انتقل بالفعل لمؤسسات رياضية كبرى في البلاد وفسخ عقده مع الرجاء الرياضي ، وهذا موضوع آخر أكبر وأعمق.
9) لجنة الأخلاقيات: عبد الإله الإبراهيمي انعقدت هذه اللجنة في أقل من أسبوع لمعاقبته ، عقوبة قاسية وطويلة ، ولم نكن حينها معترضين لأن هناك بالفعل تجاوز ، ولكن الغريب جدا أن تصريحات ناطق ومسؤول باسم الوداد الرياضي انفجر متهجما على الجميع وكال الاتهامات الخطيرة والمزلزلة، ولم يعاقب ولو ليوم واحد بشكل غريب ويؤكد مبدأ اللاتكافؤ ، زيادة على ذلك فريق الجيش الملكي الذي عوقب بست مباريات توقيف ، تتحول بعدها لمباراة واحدة في مرحلة الاستئناف ، وهذا يدّل على أمر واحد ، يا أن يعاقب المصدر للقرار الابتدائي ، أو يساءل الناطق بالحكم الاستئنافي.
إن هذا الوضع الذي يزداد تأزما لا يقتصر فقط على الرجاء الرياضي ، بل العديد من الأندية عانت هي أيضا من تبعات الاغلاق والتضييق ، وهو ما عزز من تفاقم مشاكلها ، وللأسف بذل البحث عن حلول لإخراج الفرق الوطنية من أزماتها المالية يتم تعزيز هذه الأزمات في التضييق المالي عليها بعدم إبداء تسهيلات في أداء الملفات العالقة ، أو المساهمة في تقوية ماليتها بتعزيز سياسة الاستثمار والاستشهار الرياضي ، كأن الواقع صار دائريا ، صنع أزمة الفرق من جهة، وانتظارها في آخر النفق لمفاقمة هذه الأزمة.
وفي الأخير ، وانطلاقا من الواقع الرياضي الذي نعيش ، ولولا أن منطق الأشياء يتطلب الابتعاد عن انتهاج منطق المؤامرة والاستهداف ، لكن نحن كمكتب مديري لهذا النادي العريق والمرجعي ، نُطالب من طرف جماهير النادي بالبحث عن أجوبة لهذه النقاط ، والجواب يكمن عند من يشرفون على كرة القدم الوطنية ، وفي غياب أجوبة واضحة فإن من حق كل مكونات نادي الرجاء الرياضي أن ترى في نفسها مستهدفة وأن جهة معينة غير واضحة تتربص بمصالح ناديها ، والخوف الأكبر ليس فقط على وضع النادي ، بل ومن باب الوطنية الصادقة ، هو خوف على كرة القدم المغربية عموما.