الجمعة ,22 نونبر 2024
آخر الأخبار

بعد سنوات من الإهمال… دار بوعزة تنفض غبار التهميش عن شواطئ طماريس

ملف أعده وانجزه : عادل الرحموني

إن كنت ترغب في الاستمتاع بعزلة مع النفس بمحاذاة البحر، فليس هنالك مكان لتحقيق غايتك هذه أفضل من دار بوعزة

دار بوعزة ، يعد مكانا راقيا يبتعد عن الدار البيضاء بمسافة لا تتجاوز عشرين كيلومترا ، تحظى هذه المنطقة المطلة على المحيط الأطلسي بشعبية كبيرة عند سكان المنطقة كون شاطئ دار بوعزة يزخر بمؤهلات تمكنك من ممارسة العديد من الأنشطة ، كالجيتسكي وركوب الأمواج والتزلج الشراعي ، إلى جانب ذلك ، يوجد في عين المكان مطاعم توفر أجواء مناسبة للاسترخاء والاستمتاع بما يحيط بك في المكان من أشياء كلها جميلة

خلال موسم الصيف ، ينصح بالذهاب إلى الشاطئ حوالي الساعة 11 صباحا ، خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع ، وذلك لاختيار الموقع المناسب قبالة البحر

بإمكانك الوصول إلى هذه الوجهة عبر سيارة الأجرة أو سيارتك الخاصة ، في رحلة عبر الطريق الوطنية رقم 320

لأن الإهمال ترك آثاره المدمرة ، تحركت قبل أيام بشاطئ طماريس التابع لنفوذ جماعة دار بوعزة آليات الصيانة والتنظيف من أجل الاستعداد للموسم الصيفي 2024 ، الذي ظهرت بوادره مبكرا هذه السنة في الربورتاج التالي محاولة من موقع ماتش بريس لرصد عمليات الإصلاح التي تأتي بعد سنوات من الإهمال…
لعقود عديدة ظل شاطئ طماريس ، عبر امتداداته التي تصل إلى حدود اقليم برشيد ، وجهة مفضلة للمصطافين من أبناء البيضاء وضواحيها ، وخاصة الباحثين عن الاستمتاع بأجواء بعيدة عن ضوضاء الشريط الساحلي لعين الذئاب والاكتظاظ الذي يعرفه هذا الشاطئ كل موسم صيف.

حيث شكل طماريس وجهة مفضلة لهذه العينة من المصطافين لما كان يتمتع به من نظافة وأمن ، لكن قبل عشر سنوات خلت ، تحولت معظم شواطئ هذا الجزء من الشريط الساحلي الواقع على المحيط الأطلسي إلى مرتع للأزبال نتيجة الإهمال وتدمير العديد من مرافقه ، حتى غدت كلمترات من هذا الشاطئ لا تتوفر على مرفق صحي واحد يمكن للمصطافين ، كبارا أو صغارا ، اللجوء إليه لقضاء حاجاتهم الطبيعية ، ناهيك عن انعدام “الدوشات” أو الممرات التي تجنب مرتادي هذا الشاطئ اللفحات الحارقة للرمال التي تشتد حرارتها كلما ارتفعت سخونة الجو.

وبعد أن ظلت المجالس السابقة بجماعة دار بوعزة ، الخاضعة لنفوذ عمالة اقليم النواصر ، “تمر -كل صيف – مرور الكرام” على هذا الشاطئ ، دون أن تحدث جديدا بمرافقه رغم ارتفاع الإقبال عليه ، تحرك أخيرا ، المجلس الحالي برئاسة هشام غفير ، للاستعداد لموسم الصيف لهذه السنة 2024 ، لتخصص ميزانية خاصة لإصلاح شاطئ قذف به الإهمال إلى مصاف الشواطئ التي تتراكم بها المشاكل في ظل الإقبال الكبير للمصطافين عليه وارتفاع المشاكل التي يعيشها.

شمسيات بالمجان وقف موقع “ماتش بريس” خلال الجولة التي قادتها إلى شاطئ طماريس قبل أيام على حركة دؤوبة للآليات التي كانت تجرف ما علق برمال الشاطئ من مخلفات المصطافين وأحجار وبقايا أشياء مختلفة ومتنوعة حملتها الأمواج حينا إلى الشاطئ أو حملتها أيادي التدمير البشرية التي اغتنمت غياب المراقبة والاهتمام من طرف المسؤولين ، لتكسر ، حتى الكراسي الإسمنية ، ولتجعل سافلها عاليها في صورة تبعث الغم في نفس كل غيور على نظافة شواطئ بلاده ومنتزهاتها.

كان مسؤولو الجماعة يتقدمهم رئيس المجلس الجماعي لدار بوعزة ومدير المصالح بها وأعضاء من لجنة السياحة ، يواكبون عمليات نصب الشمسيات على امتداد الشاطئ ، ومواكبة نصب بعض الأكشاك التي ستحتضن مرافق تبعث الحياة في شاطئ كان ماضيه مفخرة عندما كان طماريس مقصدا ومستقرا للأجانب خاصة الفرنسيين.

وفي هذا السياق صرح “هشام غفير”، رئيس المجلس الجماعي لموقع “ماتش بريس” ، أن “جماعة دار بوعزة وبتنسيق مع عمالة اقليم النواصر خاصة مع السيد عامل الإقليم عبد الله شاطر منذ قدومه على رأس هذه العمالة حيث يقف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة ويعطي تعليماته من اجل إنعاش السياحة بهذه المنطقة بل قام بعدة زيارات ميدانية للمنطقة قصد الوقوف بنفسه على سير الاشغال بهذه المنطقة وهذا ما جعل المجلس البلدي لدار بوعزة الذي بادر إلى تخصيص غلاف مالي قدره مليون و200 ألف درهم ، موجهة لإصلاح وتهييئ عدد من المرافق بشاطئ (طماريس 1)”، الذي ذكر المسؤول الجماعي ذاته أنه “سيكون انطلاقة عملية إصلاح شواطئ دار بوعزة ، على أن تتوالى عمليات صيانة وإصلاح ودعم بنيات باقي الشواطئ خلال المواسم القادمة ، ومنها شاطئ (“دار كوش”، “واد مرزك” و”دورة الشواطئ”).

وتتركز عمليات الإصلاح هذه السنة على نصب 120 شمسية تمتد على طول الشاطئ ، وكذا وضع بعض الممرات الخشبية على الرمال ، التي من شأنها أن تسهل عمليات الولوج ومغادرة الشاطئ ، وكذا إحداث إذاعية شاطئية من شأنها بث نوع من الترفيه والاستمتاع في صفوف المصطافين الذين يختارون طماريس وجهة لهم. ولأن هذا الشاطئ كان يحتوي على أبراج للمراقبة يستغلها السباحون لمراقبة عمليات سباحة المصطافين وتوجيههم ، ولأن هذه الأبراج على قلتها كانت مهيأة من معدن الحديد فإنها ونتيجة للرطوبة تآكلت واضمحلت ، ومن أجل ذلك عملت الجماعة على وضع أبراج خشبية جديدة ب(طماريس 1) لمراقبة المصطافين وتوجيههم خلال عمليات السباحة ، ذلك أن شاطئ طماريس يعرف ذروة الإقبال عليه عند نهاية كل أسبوع من شهري يوليوز وغشت ، وحتى الأسابيع الأولى من شهر شتنبر.

وحسب ما أفادت به مصادر من جماعة دار بوعزة ، فإن عمليات الصيانة والإصلاح بشاطئ (طماريس1) “لن تقتصر على الشمسيات التي سيستفيد منها المصطافون مجانا ، وإنما ستسعى كذلك إلى وضع مرافق صحية “تجنب مرتادي الشاطئ الحرج عند الرغبة في قضاء حاجاتهم الطبيعية” ، بعد أن اختفت المراحيض العمومية من طماريس وصارت منعدمة على امتداد كلمترات ، لتشكل مراحيض المقاهي والمطاعم القليلة بطماريس ، ملجأ المصطافين عند اشتداد حاجتهم إليها.

ولأن الفضاءات المجاورة للسكن السياحي لوالي البيضاء أو ما يعرف لدى السكان ب “فيلا العامل”، نتيجة الإهمال ، غدت مراحيض مفتوحة ، في صورة تبعث على التقزز ، حيث تسود الروائح الكريهة ، فإن مبادرة وضع مراحيض صيف هذه السنة من شأنها أن تساهم في الحفاظ على نظافة الشاطئ والفضاءات المحيطة به ، كما أن من شأن الانتشار الواسع لعناصر الدرك الملكي التابعة لمركز طماريس أو العناصر المدعمة لعمله بمناسبة الصيف نتيجة حركة الإقبال الكثيف سواء لوسائل النقل الخاصة أو للمصطافين الذين يستعملون وسائل نقل عمومية ، أن تساهم في إنجاح صيف طماريس لموسم 2024 والرفع من حجم الرواج الذي تحققه المرافق التجارية ، والتي تسبب إهمال الشاطئ وتدهور بنياته في تراجع رواجها.

شاهد هنا أيضا

تضامن مغربي-إسباني في مواجهة كارثة فيضانات فالنسيا

أعرب رئيس الحكومة الإسبانية ، بيدرو سانشيز ، عن شكره العميق للمملكة المغربية على دعمها الفوري لجهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت منطقة فالنسيا وجاء هذا التصريح في رسالة نشرها سانشيز على منصة إكس (تويتر سابقًا) ، حيث أكد على أن فرق الإنقاذ من المغرب ، البرتغال ، وفرنسا تتواجد على أرض الميدان للمساهمة في تخفيف معاناة السكان المتضررين.