الطريق السريع “تزنيت-الداخلة”: إنجاز تاريخي يربط شمال المغرب بجنوبه

المتابعة : عادل الرحموني

في إنجاز يعد من بين الأكبر في البنية التحتية بالمغرب، أصبح حلم ربط شمال المملكة بجنوبها حقيقة واقعة بفضل مشروع الطريق السريع “تزنيت-الداخلة”. هذا المشروع الضخم يمتد على طول 1055 كيلومترًا، ليصبح أحد أهم المحاور الاستراتيجية في تعزيز الاتصال بين مختلف جهات المملكة، وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تفاصيل المشروع

تم تنفيذ المشروع بميزانية تجاوزت 1 مليار دولار، وهو ما يعكس حجم الاستثمار الذي وضعته المملكة لتحسين البنية التحتية ورفع جودة شبكة الطرق. أشرف على تشييد هذا المشروع العملاق أكثر من 300 مهندس وتقني، وجرى تصميمه ليكون قادراً على تلبية احتياجات الحاضر والمستقبل.

1500 منشأة فنية و16 قنطرة ضخمة

لضمان السلامة والفعالية في هذا الطريق، تم بناء 1500 منشأة فنية، بالإضافة إلى 16 قنطرة من الحجم الكبير، لتسهيل عبور الأودية والأنهار والمناطق الوعرة. هذه البنية التحتية تساهم في تحسين انسيابية الحركة وتقليل وقت السفر بين شمال المملكة وجنوبها.

أهمية الطريق السريع

1. تعزيز التكامل الوطني:

يربط الطريق السريع مناطق المملكة المختلفة، مما يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال تسهيل التنقل بين الشمال والجنوب.

2. دعم التنمية الاقتصادية:

يسهل الطريق حركة البضائع والخدمات، مما يعزز التبادل التجاري ويدعم التنمية الاقتصادية في المناطق الجنوبية، خاصة في مدن مثل الداخلة التي تعد بوابة المملكة نحو إفريقيا.

3. تحفيز السياحة:

من المتوقع أن يؤدي الطريق إلى تعزيز السياحة الداخلية، حيث ستصبح المناطق الجنوبية، بما في ذلك الداخلة، أكثر جاذبية وسهولة للوصول.

4. تعزيز الاستثمار:

البنية التحتية المتطورة تجذب المستثمرين، سواء في القطاعات الصناعية أو الزراعية أو الطاقية، ما يعزز التنمية المستدامة.

حلم أصبح حقيقة

ما كان يُعتبر يومًا حلمًا طموحًا أصبح الآن واقعًا ملموسًا. مشروع الطريق السريع “تزنيت-الداخلة” يمثل قفزة نوعية في مجال البنية التحتية، ويجسد رؤية المغرب لتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة. الطريق لا يربط فقط بين مدن وأقاليم المملكة، بل يجسد أيضًا إرادة المملكة في الاستثمار في المستقبل وتحقيق التوازن بين مختلف جهات البلاد.

مستقبل واعد

مع اكتمال هذا المشروع، تدخل المملكة المغربية مرحلة جديدة من التنمية المتوازنة. الطريق السريع “تزنيت-الداخلة” لا يمثل مجرد وسيلة للتنقل، بل هو شريان حياة سيغير وجه الجنوب المغربي، ويدعم موقع المملكة كجسر يربط بين أوروبا وإفريقيا.