نادي شباب الوفاق الرياضي لكرة القدم داخل القاعة: منجم لإبراز مواهب الفوتسال بين تحديات الموارد المالية والبنيات التحتية

المتابعة : عبد الواحد بلقاضي

يُعتبر نادي شباب الوفاق الرياضي لكرة القدم داخل القاعة أحد النماذج الناجحة في مجال تكوين المواهب الشابة في رياضة الفوتسال بالمغرب. ورغم محدودية الإمكانيات، نجح النادي في الارتقاء بمستوى العديد من لاعبيه، ليصبح منجمًا للمواهب التي أثبتت جدارتها في المنافسات المحلية. غير أن هذا التألق يواجه عقبات كبيرة تتمثل في شح الموارد المالية وضعف البنية التحتية، ما يعيق تحقيق طموحاته الرياضية.

منجم لاكتشاف وتطوير المواهب

يولي النادي أهمية قصوى لتكوين الناشئين وإعدادهم وفق أسس رياضية متقدمة. ويركّز على استقطاب الأطفال والشباب من مختلف الفئات العمرية وتدريبهم على مهارات الفوتسال الأساسية، مع غرس قيم الانضباط والعمل الجماعي. وقد تمكّن النادي من تصدير عدد من لاعبيه إلى أندية كبرى، مما يجعله منصة فعالة لاكتشاف وصقل مواهب واعدة في هذه الرياضة.

إضافة إلى ذلك، يتميز النادي بإشراكه في بطولات جهوية ووطنية، حيث أصبح اسم “شباب الوفاق” مرادفًا للتميز الرياضي في الفوتسال، محققًا نتائج مشرفة في ظل منافسة قوية.

تحديات الموارد المالية

رغم النجاحات التي حققها النادي، يواجه تحديات كبيرة على مستوى التمويل. فاعتماده على موارد محدودة، مثل التبرعات والدعم المحدود من بعض الجهات المحلية، يجعل من الصعب تغطية نفقات التشغيل، بما في ذلك أجور الطاقم التقني، وتكاليف النقل، واللوجستيك.

كما أن غياب رعاة رئيسيين أو عقود دعم طويلة الأمد يحرم النادي من الاستقرار المالي الذي يحتاجه لتنفيذ مشاريعه الرياضية. هذه الوضعية تُجبر الإدارة على البحث عن حلول مؤقتة أو الاعتماد على الجهود التطوعية لضمان استمرارية الأنشطة.

إكراهات البنية التحتية

تشكّل البنية التحتية تحديًا آخر يعوق تطور النادي. فالقاعات المتاحة للتدريب غالبًا ما تكون غير مؤهلة بشكل كافٍ أو تعاني من نقص في التجهيزات الضرورية لرياضة الفوتسال. وفي كثير من الأحيان، يضطر النادي لاستئجار قاعات بتكاليف مرتفعة، ما يضيف عبئًا ماليًا إضافيًا.

كما يعاني النادي من غياب فضاءات دائمة مخصصة له، مما يصعّب جدولة الحصص التدريبية بشكل منتظم، ويحد من إمكانية تطوير برامج تكوينية موسعة تستهدف أعدادًا أكبر من الناشئين.

تطلعات نحو المستقبل وتجاوز العقبات

رغم هذه التحديات، لا يزال نادي شباب الوفاق الرياضي متمسكًا بطموحه لتطوير الفوتسال والارتقاء بمواهب المنطقة. وتعتمد الإدارة على توسيع شبكة شراكاتها مع الفاعلين المحليين والجهويين، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والجمعيات الرياضية، لضمان استدامة أنشطتها.

كما يعكف النادي على تنظيم دورات تدريبية وفعاليات رياضية تهدف إلى تعزيز ثقافة الفوتسال في المجتمع، في محاولة لجذب المزيد من الدعم المادي من الجهات الراعية المحتملة.

الأمل في مستقبل مشرق

يمثل نادي شباب الوفاق الرياضي نموذجًا للأندية التي تُثبت أن الشغف والعمل الجاد يمكن أن يثمر نجاحًا رغم محدودية الموارد. ومع توفير دعم مالي مستقر وتطوير البنية التحتية، يمكن للنادي أن يحقق قفزة نوعية على المستويين الجهوي والوطني، ليصبح أحد أعمدة الفوتسال في المغرب. طموحات النادي لا تقتصر على الفوز بالبطولات فحسب، بل تشمل أيضًا إعداد جيل جديد من اللاعبين القادرين على تمثيل المغرب في المحافل الدولية.