المتابعة : عادل الرحموني
راهنت الجامعة الملكية المغربية للدراجات منذ مدة على التكوين والتكوين المستمر باعتبارهما ركيزة أساسية لتطوير رياضة “الأميرة الصغيرة” ، لاسيما على مستوى المدربين والحكام ذكورا وإناثا.
ويشكل التكوين حجر الزاوية في إستراتيجية الجامعة لتطوير الممارسة الرياضية في مجال سباق الدراجات وتوسيع قاعدتها ، خاصة الدراجة النسوية التي تعد من أولوياتها.
فتماشيا مع إستراتيجية الاتحاد الدولي للعبة لم تدخر الجامعة الملكية المغربية للدراجات أي جهد في سبيل توسيع قاعدة ممارستها وتطويرها وتبويئها المكانة اللائقة بها في المنظومة الرياضية الوطنية.
وخلال سنة 2023 خضع البطلان الواعدان محمد نجيب صنبولي ورجاء شاكر لتجمعين إعداديين بفرنسا وبلجيكا.
فقد استفاد الشاب محمد نجيب صنبولي من تجمع إعدادي بمدينة نانت الفرنسية أقامه الاتحاد الدولي للدراجات بشراكة مع جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية خلال الفترة الممتدة من 07 يوليوز إلى 20 غشت الماضيين ، ضمن إستراتيجية تنمية رياضة سباق الدراجات بإفريقيا في أفق 2025 بحيث تم انتقاء العديد من المتسابقين من فئتي الشبان وأقل من 23 سنة لإعدادهم للمشاركة في بطولة العالم لسباق الدراجات على الطريق التي ستستضيفها رواندا سنة 2025.
يذكر أن الاتحاد الدولي للدراجات كان قد اختار العناصر الإفريقية الشابة المشاركة في هذا التجمع الإعدادي على أساس اختبارات فيزيولوجية تراعي البروتوكولات التقنية المعتمدة من طرفه وكذا النتائج المحققة ، ناهيك عن القدرة على التكيف مع متطلبات التكوين وقابلية التطور.
ومن جهتها ، شاركت رجاء شاكر بطلة إفريقيا والعالم العربي في سباق الدراجات ، في تجمع تدريبي نسوي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل طيلة شهر يوليوز 2023 استعدادا لبطولة العالم المجمعة ، التي أقيمت بغلاسغو في الفترة من 03 إلى 13 غشت الماضي.
ويأتي تنظيم هذا التجمع ضمن الجهود التي تبذلها الكونفدرالية الإفريقية للدراجات بمعية الاتحادات الوطنية الإفريقية ، ومن بينها الجامعة الملكية المغربية للدراجات ، لتأهيل بطلات الدراجة الإفريقية وتحضيرهن لبطولة العالم ضمن مشروع طموح تحت مسمى “آفاق إفريقيا 2023”.
وكانت البطلة المغربية قد اختيرت ضمن مجموعة تضم 15 من خيرة متسابقات الدراجة النسوية بإفريقيا اعتبارا للنتائج الملفتة التي حققتها رفقة المنتخبات الوطنية في مختلف أصناف هذه الرياضة.
وتم التركيز خلال هذا التجمع الإعدادي ببروكسيل على الرفع من الأداء التقني واللياقة البدنية للبطلات الإفريقيات باعتماد تمارين مكثفة تخللتها مشاركات في العديد من السباقات النسوية المبرمجة ببلجيكا وبلدان أوروبية أخرى.
وفي سياق متصل ، نظمت الجامعة الملكية المغربية للدراجات دورة تكوينية لفائدة المدربين من المستوى الثاني ، خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 4 نونبر 2023 بمركز الترفيه والرياضة “المصباحيات” بالمحمدية.
وتولى تأطير هذه الدورة التكوينية الخاصة بالمدربين الحاصلين على شهادة تدريب من المستوى الأول ، الخبير في التكوين لدى الاتحاد الدولي للدراجات ، الفرنسي “جيرار بيغون”.
واستفاد المشاركون في هذه الدورة التكوينية من دروس نظرية وتطبيقية للسباقات على الطريق همت على الخصوص “الميكانيزمات الفيزيولوجية الأساسية لرياضة الدراجات”و”الجوانب الميكانيكية والقانونية”و”التدريب والسلامة”و”تطوير القوة واللياقة البدنية”و” اكتشاف المواهب وتطوير القدرات على المدى الطويل”.
ونوه “بيغون” بالمرتبة المشرفة التي أصبحت تقتعدها الدراجة المغربية قاريا ودوليا والتي تعكسها نتائج المنتخبات الوطنية من جهة ، والمستوى المميز الذي أبان عنه المشاركون ال 12 في الدورة التكوينية من جهة أخرى.
وأبدى الخبير الدولي استعداده للعمل مستقبلا بمعية خبراء آخرين من الاتحاد من أجل المساهمة في تطوير مستوى الأطر التقنية المغربية.
وقد اجتاز المستفيدون ال 12 بنجاح الاختبارات التي خضعوا لها في هذه الدورة التكوينية ومن ضمنهم بطل سباق الدراجات السابق والمؤطر الوطني الحالي ، عبد العاطي سعدون ، الذي كان قد اختير رياضي السنة بالمغرب عام 2009 ، إلى جانب بطل سباق الدراجات السابق مصطفى أفندي ، علما أن الدورة عرفت مشاركة سيدة واحدة وهي نورة زوركي.
أما المتفوقون الأخرون الذين حصلوا على دبلوم الاتحاد الدولي للدراجات من الدرجة الثانية فهم بدر وزري ، عبد المومن الطاهري ، آنس شنون ، آنس رادف ، هشام سفري ، زين العابدين غفيري ، الحسن دوبلال ، عبد الرحيم الدرقاوي ومحمد أبو الفتح.
ومن المقرر أن تقيم الجامعة الملكية المغربية للدراجات قريبا حفلا لتوزيع شواهد الاتحاد الدولي للدراجات على المدربين المتوجين تشجيعا لهم من أجل مواصلة مشوارهم التكويني والتدريبي.
وفي هذا السياق ، كان رئيس الجامعة الملكية المغربية للدراجات محمد بن الماحي قد أكد عزم الجامعة الوطيد من أجل المضي قدما في ورش التكوين والتكوين المستمر للأطر المغربية ودعمها بشتى السبل لتمكينها من تطوير مداركها التقنية بما يصب في خدمة العصب الجهوية والجمعيات الرياضية الوطنية ، تماشيا مع عقد الأهداف الذي يربط الجامعة بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة كانت قد نظمت في سنة 2022 ، بشراكة مع الاتحاد الدولي للعبة ، حلقتين تدريبيتين استفاد منهما 29 حكما و33 مدربا من الدرجة الأولى.
ومن شأن هذه الحلقات التكوينية المساهمة وبطريقة علمية حديثة في تعزيز التقائية الرياضة بقوانين اللعبة دوليا ووطنيا ومحليا وكذا في تحضير وإعداد جيل جديد ليأخذ المشعل من سابقه لتظل الدراجة المغربية رائدة إفريقيا وعربيا وحاضرة في كبريات التظاهرات العالمية من قبيل الألعاب الأولمبية ، التي تأهلت لها للمرة الرابعة على التوالي ، وبطولة العالم التي تشارك فيها بشكل منتظم.