بقلم الصحفي والاعلامي : عادل الرحموني
بينما نحيي الذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة ، نستذكر حدثاً استثنائياً في تاريخ المغرب ، مرّت عليه قرابة خمسة عقود ، مسيرة كتبها الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه بحكمة وعبقرية ، وشارك فيها الشعب المغربي بإيمان وتضحية ، لتعيد الأقاليم الصحراوية إلى حضن الوطن ، لم تكن هذه المسيرة مجرد خطوة لتحرير الأرض فقط ، بل كانت انطلاقة لتحرير الإنسان المغربي من قيود التخلف ، وتوجيه الطاقات نحو الإبداع والبناء.
مسيرة التحرير : بداية مغرب العزة
المسيرة الخضراء ، التي توحد فيها شمال المغرب وجنوبه ، ليست مجرد ذكرى تاريخية ، بل شهادة على قدرة الأمة المغربية على مواجهة التحديات والذين ولدوا في زمنها يبلغون اليوم 49 عاماً ، ويشهدون على مسار بناء وطن حقق قفزات نوعية رغم الأزمات : جفاف ، زلازل ، أوبئة ، وأزمات دولية ألقت بظلالها حتى على الدول الكبرى.
من التحرير إلى البناء والتنمية
بعد استرجاع الصحراء المغربية ، انطلقت مسيرة البناء واليوم أصبحت الأقاليم الجنوبية نموذجاً للتنمية المتكاملة مدن حديثة ، بنية تحتية متطورة ، ومشاريع تنموية كبرى تعكس رؤية استراتيجية شاملة ، هذه التحولات عززت ارتباط الساكنة بالوطن ، وعمقت روح الوحدة الوطنية.
محطات مضيئة : من المصالحة إلى التحول الاقتصادي
لم تتوقف المسيرات عند استرجاع الأرض بل جاءت بعدها محطات كبرى :
– المصالحة مع الماضي : طي صفحة سنوات الجمر والرصاص.
– مدونة الأسرة : ثورة اجتماعية لتعزيز حقوق الأفراد.
– تطوير البنية التحتية : طرق ، جسور وسكك حديدية ربطت المملكة من أقصاها إلى أقصاها.
– التحول الاقتصادي : المغرب اليوم قطب اقتصادي يحظى بثقة عالمية ، يستقطب استثمارات ضخمة في مختلف القطاعات.
– عودة إلى البيت الإفريقي : استعادة الدور الريادي داخل القارة السمراء.
– انتصارات دبلوماسية : اعترافات دولية بسيادة المغرب على صحرائه.
قيادة حكيمة وشعب وفيّ
إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا قيادة الملك محمد السادس ، الذي قاد البلاد برؤية متبصرة خلال ربع قرن ، مدعوماً بمؤسسات قوية ورجال دولة مخلصين وهذا النجاح هو نتاج عمل جماعي قائم على الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب ، الذين وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
مغرب المستقبل : نحو مزيد من الانتصارات
من مسيرة إلى أخرى ، يواصل المغرب رحلته نحو المجد بتلاحم القيادة والشعب ، يخطو بثبات نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تلفت الأنظار إقليمياً ودولياً إنه مغرب العزة والشموخ ، وطن لا يرضى سوى بالريادة ، وشعب يقدم الغالي والنفيس من أجل رفعته.