الثلاثاء ,3 دجنبر 2024
آخر الأخبار

جورج وياه : الرجل الذي تغلب على الجوع والصعاب بفضل كرة القدم

المتابعة : عمر بومعيز – مراسل موقع ماتش بريس من فرنسا

في شهادة مؤثرة ، يسترجع جورج وياه ، الفائز السابق بجائزة الكرة الذهبية والرئيس الحالي لدولة ليبيريا ، طفولته التي طبعها الفقر الشديد من خلال كلماته المعبرة ، يروي كيف تمكن من تجاوز المصاعب ، مسلطاً الضوء على مسار حياة استثنائي لعبت فيه كرة القدم دورًا محوريًا.

طفولة محفوفة بالفقر:

يستحضر وياه ذكريات طفولته في الحي الفقير كلارا تاون ، بالقرب من ميناء مونروفيا ، حيث نشأ وسط المستنقعات والبعوض يصف بصدق الظروف القاسية التي عاشها : «كنا 14 شخصاً ننام في غرفة واحدة وكانت جدتي إيما في السرير ، ونحن الثلاثة عشر الآخرون ننام على الأرض…»

تعكس هذه الوضعية واقع أسرة متماسكة رغم الضرورة فقد أدت انفصال والديه إلى جمع الجدة جميع أفراد العائلة في غرفة واحدة ، فيما كانت تؤجر باقي أجزاء المنزل لتأمين دخل بسيط. «طعامنا الوحيد كان الأرز ، فقط وكنت دائم الجوع ؛ الجوع شيء فظيع»

بين المستنقعات ولعب الورق : الكفاح من أجل البقاء:

كانت الحياة في شوارع مونروفيا صعبة جدا وللصمود في وجه الظروف ، كان على وياه أن يتأقلم: «قمت بأي شيء للحصول على المال : لعبت الورق ودخنت لكنني لم أسرق قط ، رغم أن الجوع كان يمكن أن يدفعني لذلك»

تبرز هذه الكلمات صدق وياه وصلابته الداخلية ، حيث قاوم الانجراف نحو طرق غير مشروعة رغم الأوضاع القاسية وبالرغم من كل المحن ، ظل شغوفًا بشيء واحد : كرة القدم.

كرة القدم : ملاذ وخلاص

عندما بدأ وياه مشواره الكروي في إفريقيا ، لم يكن يحصل على أي أجر ، لكن ذلك لم يقلل من حبه للعبة. «أحببت كرة القدم ، وأدين لها بكل شيء كنت أنام مع الكرة وآكل مع الكرة»

لم تكن كرة القدم مجرد هواية بالنسبة له ، بل كانت ملاذًا وأملاً يدفعه للاستمرار ، وطريقًا نحو مستقبل أفضل هذا الإخلاص والتفاني قاده ليصبح أحد أعظم اللاعبين في عصره ، متوجًا بجائزة الكرة الذهبية عام 1995 ، وهو إنجاز غير مسبوق للاعب إفريقي في ذلك الوقت.

قدوة ملهمة:

تجسد مسيرة جورج وياه فكرة أن الاجتهاد والشغف يمكنهما التغلب على أصعب الظروف لم يستسلم أبدًا رغم الفقر والجوع وتعد قصته درسًا في الصمود ، ومصدر إلهام لملايين الشباب حول العالم ، وخاصة أولئك الذين نشأوا في بيئات فقيرة.

واليوم ، في منصبه كرئيس لدولة ليبيريا ، يواصل وياه الدفاع عن القضايا الاجتماعية والرياضية ، مدركًا أن الرياضة ، وخاصة كرة القدم ، يمكن أن تمنح فرصة لأولئك الذين يفتقرون إليها.

لا يمثل جورج وياه مجرد أسطورة في عالم كرة القدم ، بل هو دليل حي على أن الأحلام ممكنة ، حتى عندما تكون البداية بلا شيء تقريبًا.

شاهد هنا أيضا

تصنيف الكاف لأفضل 20 ناديًا في إفريقيا خلال القرن الـ21

كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) عن تصنيف أفضل 20 ناديًا في القارة السمراء منذ بداية القرن الحادي والعشرين، بناءً على الإنجازات القارية والأداء المستمر في المسابقات الإفريقية التصنيف يُبرز التنافس الكبير بين الأندية العربية والإفريقية على الساحة الكروية، مع هيمنة واضحة لبعض الأندية على مدار السنوات الماضية.