المتابعة : عمر بومعيز – مراسل موقع ماتش بريس من فرنسا
في شهادة مؤثرة ، يسترجع جورج وياه ، الفائز السابق بجائزة الكرة الذهبية والرئيس الحالي لدولة ليبيريا ، طفولته التي طبعها الفقر الشديد من خلال كلماته المعبرة ، يروي كيف تمكن من تجاوز المصاعب ، مسلطاً الضوء على مسار حياة استثنائي لعبت فيه كرة القدم دورًا محوريًا.
طفولة محفوفة بالفقر:
يستحضر وياه ذكريات طفولته في الحي الفقير كلارا تاون ، بالقرب من ميناء مونروفيا ، حيث نشأ وسط المستنقعات والبعوض يصف بصدق الظروف القاسية التي عاشها : «كنا 14 شخصاً ننام في غرفة واحدة وكانت جدتي إيما في السرير ، ونحن الثلاثة عشر الآخرون ننام على الأرض…»
تعكس هذه الوضعية واقع أسرة متماسكة رغم الضرورة فقد أدت انفصال والديه إلى جمع الجدة جميع أفراد العائلة في غرفة واحدة ، فيما كانت تؤجر باقي أجزاء المنزل لتأمين دخل بسيط. «طعامنا الوحيد كان الأرز ، فقط وكنت دائم الجوع ؛ الجوع شيء فظيع»
بين المستنقعات ولعب الورق : الكفاح من أجل البقاء:
كانت الحياة في شوارع مونروفيا صعبة جدا وللصمود في وجه الظروف ، كان على وياه أن يتأقلم: «قمت بأي شيء للحصول على المال : لعبت الورق ودخنت لكنني لم أسرق قط ، رغم أن الجوع كان يمكن أن يدفعني لذلك»
تبرز هذه الكلمات صدق وياه وصلابته الداخلية ، حيث قاوم الانجراف نحو طرق غير مشروعة رغم الأوضاع القاسية وبالرغم من كل المحن ، ظل شغوفًا بشيء واحد : كرة القدم.
كرة القدم : ملاذ وخلاص
عندما بدأ وياه مشواره الكروي في إفريقيا ، لم يكن يحصل على أي أجر ، لكن ذلك لم يقلل من حبه للعبة. «أحببت كرة القدم ، وأدين لها بكل شيء كنت أنام مع الكرة وآكل مع الكرة»
لم تكن كرة القدم مجرد هواية بالنسبة له ، بل كانت ملاذًا وأملاً يدفعه للاستمرار ، وطريقًا نحو مستقبل أفضل هذا الإخلاص والتفاني قاده ليصبح أحد أعظم اللاعبين في عصره ، متوجًا بجائزة الكرة الذهبية عام 1995 ، وهو إنجاز غير مسبوق للاعب إفريقي في ذلك الوقت.
قدوة ملهمة:
تجسد مسيرة جورج وياه فكرة أن الاجتهاد والشغف يمكنهما التغلب على أصعب الظروف لم يستسلم أبدًا رغم الفقر والجوع وتعد قصته درسًا في الصمود ، ومصدر إلهام لملايين الشباب حول العالم ، وخاصة أولئك الذين نشأوا في بيئات فقيرة.
واليوم ، في منصبه كرئيس لدولة ليبيريا ، يواصل وياه الدفاع عن القضايا الاجتماعية والرياضية ، مدركًا أن الرياضة ، وخاصة كرة القدم ، يمكن أن تمنح فرصة لأولئك الذين يفتقرون إليها.
لا يمثل جورج وياه مجرد أسطورة في عالم كرة القدم ، بل هو دليل حي على أن الأحلام ممكنة ، حتى عندما تكون البداية بلا شيء تقريبًا.