المتابعة : عادل الرحموني
يُعد “الكلاسيكو” بين فريقي الرجاء الرياضي والجيش الملكي واحدًا من أعرق وأهم المواجهات في تاريخ كرة القدم المغربية هذه المباراة ليست مجرد مواجهة بين ناديين فقط ، بل تجسد تنافسًا تاريخيًا يعكس التباينات الرياضية والثقافية بين العاصمة الرباط ، التي يمثلها فريق الجيش الملكي ، والعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ، معقل فريق الرجاء الرياضي ، فمنذ انطلاق أول مواجهة بين الفريقين في خمسينيات القرن العشرين ، بات هذا اللقاء مناسبة رياضية ينتظرها الجمهور المغربي عامة وجمهور الفريقين خاصة بشغف كبير ، نظراً للتاريخ العريق والندية التي ميزت لقاءاتهما.
النشأة وتأسيس التنافس
- الجيش الملكي: تأسس النادي عام 1958 ليكون فريقًا يمثل المؤسسة العسكرية، وكان من أوائل الأندية التي حققت نجاحات على المستويين المحلي والقاري.
- الرجاء الرياضي: تأسس عام 1949 في قلب الدار البيضاء، وأصبح سريعًا أحد أعمدة كرة القدم المغربية بفضل فلسفته التي تركز على الأداء الهجومي والفني
بدأ التنافس بين الناديين في أوائل الستينيات ، ومع تطور كل منهما ، تحول الكلاسيكو إلى مواجهة ذات طابع خاص تجمع بين أسلوب الرجاء الفني تيكي تاكا والتمريرات القصيرة بالكرة ونزعة الجيش القتالية ، ما زاد من سخونة المباريات بينهما.
أبرز محطات الكلاسيكو
– خلال فترتي السبعينيات والثمانينيات : شهدت هذه الفترة هيمنة واضحة لفريق الجيش الملكي على الساحة المحلية ، حيث حقق العديد من الألقاب ومع ذلك ، كانت مواجهاته مع فريق الرجاء البيضاوي دائمًا صعبة ، وغالبًا ما تحسم بفوارق ضئيلة.
– خلال فترة التسعينيات : صعد نجم فريق الرجاء الرياضي بشكل كبير في هذه الفترة ، محققًا بطولات الدوري وألقابًا قارية ورغم نجاح فريق الرجاء البيضاوي ، ظل فريق الجيش الملكي منافسًا شرسًا ، وشهدت هذه الحقبة مواجهات كلاسيكية لا تُنسى.
– سنة 2005 : تُعد مباراة نهائي كأس العرش 2005 بين فريقي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي إحدى أشهر مواجهات الكلاسيكو ، حيث انتصر فريق الجيش الملكي بركلات الترجيح ، ليحصد اللقب في لقاء مثير لا يزال عالقًا في ذاكرة الجماهير المغربية عامة وعشاق الفريقين خاصة.
التنافس القاري والمحلي
كلا الفريقين لهما تاريخ مشرف على المستويين المحلي والقاري ، مما يجعل الكلاسيكو أكثر من مجرد لقاء تقليدي ففريق الجيش الملكي كان أول نادٍ مغربي يحقق لقبًا قاريًا بفوزه بكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1985 بفضل جيله الذهبي تحت قيادة المايسترو محمد التيمومي ومدربه المرحوم المهدي فاريا ، بينما حقق فريق الرجاء الرياضي ثلاثة ألقاب في دوري أبطال إفريقيا وأصبح أحد أنجح الأندية في القارة.
جماهيرية وأجواء استثنائية
يتميز الكلاسيكو المغربي بجماهيرية كبيرة ، حيث تحرص جماهير فريقي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي على تقديم لوحات فنية في المدرجات باستخدام “التيفوهات” والهتافات الحماسية وتشهد هذه المواجهة أجواء استثنائية تجعلها أشبه بمهرجان كروي يعكس روح المنافسة بين أكبر مدينتين في المغرب.
إحصائيات المواجهات
على مر العقود ، تبادل الفريقان الفوز في مباريات الدوري وكأس العرش وبينما يتفوق فريق الرجاء في عدد الألقاب القارية ، ويظل فريق الجيش الملكي واحدًا من أكثر الأندية تتويجًا بلقب الدوري المغربي الاحترافي الاول لكرة القدم.
يظل الكلاسيكو بين فريقي الرجاء الرياضي والجيش الملكي حدثًا رياضيًا بارزًا في المغرب ، يجمع بين التاريخ ، العراقة ، والأداء المتميز. ورغم تغير الأجيال ، تبقى هذه المواجهة مشتعلة ، تعكس الروح التنافسية بين فريقين لهما إرث رياضي كبير في كل مرة يلتقيان ، ينتظر عشاق الكرة المغربية عرضًا كرويًا يجمع بين المهارة والحماس ، ويعيد إحياء ذكريات المواجهات التاريخية.