المتابعة : عادل الرحموني
أسدل الستار ،أمس الأحد 9 يونيو 2024 ، على الدورة ال 33 من طواف المغرب للدراجات الهوائية (تور دو ماروك) المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بتتويج الدراج الفرنسي أكسيل ناربون زوكاريلي من فريق (نيس ميترو بول كوت دازور) بلقب الدورة في أعقاب المرحلة العاشرة والأخيرة، التي ربطت بين مدينتي الرباط والدار البيضاء على مسافة 124كلم، مرورا بالهرهورة وبوزنيقة ومديونة والنواصر وصولا إلى بوسكورة.
فرغم التوقف الاضطراري لمدة أربعة أعوام بسبب تداعيات جائحة ( كوفيد 19) أوفت الدورة ال33 من طواف المغرب بكل وعودها بفضل تحلي اللجنة المنظمة بالعزيمة والجدية والإصرار والحرص على النجاح.
كانت المحطة العاشرة مسك ختام عرس “الأميرة الصغيرة د” الذي تميز على الخصوص بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة السيد شكيب بنموسى ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية السيد فيصل العرايشي ووالي جهة الدار البيضاء سطات ، عامل عمالة الدار البيضاء ، السيد محمد مهيدية ورئيس مجلس الجهة السيد عبد اللطيف معزوز.
وفي هذا السياق ، عبر رئيس الجامعة الملكية المغربية للدراجات السيد محمد بن الماحي ، عن عميق ارتياحه لنجاح فعاليات الطواف في نسخته ال 33 ، التي نظمت في الفترة ما بين 31 ماي و9 يونيو 2024 ، بكل المقاييس .
وسجل محمد بن الماحي ، في تصريح صحفي ، أن هذا الحدث الرياضي الدولي المتميز، رغم
توقفه الاضطراري لمدة أربعة أعوام بسبب جائحة (كوفيد 19) ، فقد حقق الأهداف المتوخاة ، سواء على المستوى التنظيمي أو التقني أو من حيث المتابعة الجماهيرية المكثفة أو المواكبة الإعلامية الواسعة.
وأكد السيد بن الماحي أن العناصر الوطنية قد واصلت تألقها خلال منافسات النسخة ال 33 من الطواف ، سواء منها المتمرسة أو الشابة ، باحتلالها مراتب جد متقدمة خلال المراحل العشرة ، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الوطني”أ” أو المنتخب الجهوي أو منتخب الأمل (أقل من 23 سنة) أو الفريق القاري “سيدي علي أونلوك”.
وقال رئيس الجامعة ، إن الدورة الـ 33 من طواف المغرب، الذي بات يشكل أحد روافد التاريخ الرياضي المغربي ، لما له من إشعاع كبير وسمعة طيبة في أوساط رياضة “الأميرة الصغيرة” قاريا وإقليميا ودوليا ، تميزت بمستوى فني رفيع وكانت قمة في الندية والإثارة والتشويق بالنظر إلى قيمة دراجي المنتخبات والفرق المحترفة المشاركة وخاصة من من فرنسا وألمانيا ورومانيا وتركيا.
كما كانت الدورة محل إشادة وتنويه من قبل المنتخبات والفرق القارية المشاركة والحكام الدوليين ، الذين أثنوا على التنظيم المحكم للتظاهرة والأجواء الاحتفالية التي طبعت مراحل الطواف ، ناهيك عن الاستقبال الحار و الحماسي الذي خصصته الجماهير والسلطات الجهوية والإقليمية والمحلية على حد سواء للمتسابقين بالمدن والقرى والمداشر التي مرت منها قافلة الطواف.
ولم يفت رئيس الجامعة ، التذكير بأن هاته التظاهرة الدولية الكبرى قد شكلت فرصة سانحة للتعريف بالمؤهلات الجغرافية والثقافية والاقتصادية والحضارية التي تزخر بها الجهات والأقاليم التي مرت منها قافلة الطواف انطلاقا من مدينة العيون ، حاضرة الأقاليم الجنوبية ، مرورا بطرفاية وكلميم وتزنيت وأكادير والصويرة ومراكش وقلعة السراغنة وخريبكة وبني ملال وخنيفرة وفاس ومكناس والرباط وصولا إلى الدار البيضاء ، حيث عاينت الوفود الأجنبية عن كثب حجم المشاريع المهيكلة والأوراش التنموية الضخمة التي تشهدها مختلف ربوع المملكة من طنجة إلى الكويرة ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله وأيده.
وخلص السيد محمد بن الماحي إلى أن نجاح الطواف في نسخته ال 33 ، تحقق بفضل الرعاية المولوية السامية والدعم الموصول لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، وولاة الجهات وعمال الأقاليم والمجالس المنتخبة، ناهيك عن الدور الجوهري والمحوري لمصالح الدرك الملكي ، الأمن الوطني ، القوات المساعدة والوقاية المدنية وباقي المتدخلين.
لقد بات طواف المغرب من أهم المواعيد في أجندة الاتحاد الدولي للدراجات (أفريكا تور) ، لاسيما وأنه يعد من أقدم الطوافات في العالم إذ يعود تاريخ إجراء أول سباق إلى سنة 1916 قبل أن يكتسي طابعا رسميا في سنة 1937 ، لذا كان من المنطقي أن يختار المنظمون للدورة 33 شعار : “طواف المغرب للدراجات إرث وطني”.
وتقاسم ألقاب المراحل العشرة من الطواف دراجون فرنسيون بفوزهم بست مراحل ومغاربة بتتويجهم في ثلاث محطات ودراج إيطالي بظفره بمرحلة واحدة.
أما الدراجون المغاربة الفائزون بثلاث مراحل فهم عادل العرباوي (المرحلة الأولى العيون – طرفاية) وأسامة خافي (الثامنة فاس – مكناس) وأنور رحمو ( التاسعة مكناس – الرباط).
وتوج الدراج الفرنسي أكسيل ناربون زوكاريلي من فريق (نيس ميترو بول كوت دازور) بلقب الدورة ال 33 ، الذي كان قد انتزع القميص الأصفر من الإرتيري برهان ناتانييل ، المحترف في صفوف فريق(بايكوز بليد ايزي سبورت) التركي، خلال المرحلة التاسعة، التي ربطت أول أمس السبت بين مدينتي مكناس والرباط.
واحتل الدراج المغربي صلاح الدين المراوني المركز الرابع في الترتيب العام الفردي للطواف متأخرا عن صاحب الصدارة بفارق زمني قدره (3د و01 ث) ، فيما حل أشرف الدغمي، ممثل الدراجة المغربية في السباق على الطريق في دورة باريس 2024 الأولمبية، في المركز السابع بفارق زمني قدره (3د و25ث).
وفاز الدراج الفرنسي ريان بولهوات (فريق فاندي) بقميص أفضل دراج شاب (20 سنة)، فيما تصدر الترتيب العام الفردي حسب النقاط مواطنه بول هانكين (نيس ميتروبول) برصيد 73 نقطة ، فيما حل المغربي إبراهيم الصباحي (المنتخب الجهوي) ثالثا برصيد 45 نقطة.
وتوج الدراج المغربي أسامة خافي بلقب أفضل متسلق للجبال برصيد 33 نقطة ، متفوقا على الإيطالي فيليبو تكلياني (فريق فيني مونزو الروماني) بمجموع 26 نقطة ، والإرتيري جبريهويت أكليلو من فريق (إليفين كلكيك) الفلبيني برصيد 14 نقطة والمغربي إبراهيم الصباجي برصيد 13 نقطة.
وعلى صعيد الفرق تصدر الترتيب العام الفريق المحترف الفرنسي (نيس ميتروبول كوت دازور) بمجموع (94س و11د و8ث) ، متقدما على المنتخب المغربي “أ” بفارق زمني قدره (6د و50ث) ثم فريق (فاندي) الفرنسي بفارق زمني قدره (9د و51ث) ففريق (أومبراس دي وورلد) الألماني بفارق زمني قدره (14د و58ث) فالفريق القاري المغربي (سيدي علي أونلوك) بفارق زمني قدره (21د و56ث).
يذكر أن ثلاثة دراجين مغاربة سبق لهم أن فازوا بطواف المغرب وهم أسطورة الدراجة المغربية المرحوم محمد الكورش ، المتوج باللقب ثلاث مرات سنوات (1960 و1964 و1965) ومحسن لحسايني سنة (2011) وأنس آيت العبدية سنة (2017).
وشاركت في الدورة ال33 من طواف المغرب، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، منتخبات وفرق محترفة من بنين وبوركينا فاسو ومصر وألمانيا وفرنسا ورومانيا وكرواتيا وتركيا والبرتغال والفلبين وغوام (الولايات المتحدة) وإنجلترا واللوكسمبورغ واليابان ، فضلا عن المغرب ، البلد المنظم ، الذي يشارك بالفريق الوطني (أ) والمنتخب الجهوي ومنتخب الأمل والفريق القاري (سيدي علي أونلوك).