المتابعة : عبد الواحد بلقاضي
تعد قصبة “أكادير أوفلا” من اهم المعالم التاريخية بمدينة اكادير، فقد كانت شاهدة على حدث مدمر ألمّ بالمدينة، وتختزن أنقاضها تاريخ حاضرة ذات ماضٍ مجيد.
“أكادير أوفلا” تسمية أمازيغية تعني حرفيا المخزن أعلاه، ويحمل جانب الجنوبي لثلة اكادير أوفلا الإشارة الشهيرة “الله، الملك، الوطن”. وهي جزء يدل على المدينة القديمة التي عصف بها زلزال 1960.
عندما تصل الى القصبة، تدخل من الباب العتيق، وتعبر الأسوار المرممة ستجد نفسك أمام أطلال المدينة التي تعود إلى القرن السادس عشر.
كانت القصبة في القديم حاضرةً نشيطة، تتألف من بيوت تصل بينها دروب ضيقة، وساحات تجارية، وجامع كبير، ومشفى، ومبنى المخزن، والملاح…
تتخلل الزيارة وقفة على جانب التلة لتأمل إطلالة بانورامية خلابة على المارينا، والميناء، والمحيط، خليج المدينة البديع. ويمكن الوصول إلى القصبة بواسطة تيليفريك، الحافلات أو مشيا على القدام عبر مسلك مخصص.
وقد ترميم قصبة أكادير أوفلا حيث أتبع بروتوكول علمي يربط بين العديد من الخبرات (علماء الآثار والمؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا والمهندسين المعماريين والمهندسين) وإستعمال أحدث التقنيات في مجال التراث. ليصبح نموذجًا لاستعادة وإعطاء أكادير تأثيرًا تراثيًا عالميًا.
ويأتي هذا البرنامج الشامل لسرد تاريخ معقد وذكريات مؤلمة وتدخلات غير مكتملة في الماضي. إن ترميم الجدران ، ورفع مسارات الزيارة ، وبناء النصب التذكاري، وإعادة تنظيم الطرق المؤدية للقصبة، من شأنه أن يجعل من الممكن استيعاب مليون إلى مليوني زائر سنويًا وبالتالي إجراء تصالح بين التاريخ والذاكرة.