المتابعة للملف : عادل الرحموني
تُواصل المملكة المغربية مد جسور التعاون وتوطيد العلاقات “جنوب جنوب” مع عدد كبير من دول القارة الإفريقية على جميع المستويات والأصعدة ، بما فيها المجال الرياضي ، من خلال شراكات تعاون بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واتحادات كروية من القارة السمراء ، بالإضافة إلى وجود تعاون مثمر بين مجموعة من الأندية الوطنية ونظيرتها الإفريقية ، وهو ما يوضح حجم وقيمة العلاقات المغربية الإفريقية ، خاصة خلال السنوات الأخيرة ، بقيادة رشيدة من جلالة الملك محمد السادس.
علاقة ود
نجح فوزي لقجع ، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، بشكل كبير في توطيد العلاقات الكروية بين المغرب وعدد من دول القارة السمراء ، من خلال توقيع اتفاقيات تعاون ، تعود بالنفع على جميع الشركاء ، وتُعطي صورة راقية عن بلدان تجمعها القارة نفسها ، وبينها العديد من النقاط المشتركة التي تُوحد الرؤية من أجل مستقبل أفضل.
وقد أكدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، في أكثر من مناسبة ومن خلال مواقف متعددة ، أنها مستعدة لتقديم يد العون لكل بلد إفريقي يسعى إلى تقاسم التجارب وتبادل الخبرات الكروية على مستوى البنيات التحتية وتطوير التكوين وكل ما يمكنه أن يُساهم في تطوير اللعبة من أجل مصلحة “المستديرة” الإفريقية.
شراكات مهمة
تجاوبت بعض الأندية الوطنية مع سعي جامعة الكرة إلى فتح باب التعاون والتعامل المثمر “جنوب جنوب” مع دول القارة الإفريقية ، ووقعت بشكل رسمي اتفاقيات شراكات مع عدد من الأندية الإفريقية ، كما فتح الدوري الاحترافي ذراعيه لعدد من المواهب الإفريقية لتتألق بألوان الأندية الوطنية ، حيث أصبح المغرب الوجهة المفضلة لعدد كبير من تلك المواهب ، التي تسعى إلى مواصلة مسارها الاحترافي بشكل جيد.
اللجوء إلى المغرب
وضعت مجموعة من المنتخبات الإفريقية ثقتها في المملكة المغربية بدون تردد ، بعد أن قررت استقبال مبارياتها بالملاعب الوطنية ، في إطار الإقصائيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا التي ستقام سنة 2026 أو الاقصائيات الافريقية المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم التي ستقام بالمغرب خلال شهري دجنبر 2025 ويناير 2026 ، عقب قرار “الفيفا” القاضي بمنع هذه المنتخبات من الاستقبال على أرضها بحكم أنها لا تتوفر على ملاعب بالمعايير المطلوبة دولياً ، في موقف يؤكد القيمة الكبيرة التي تحظى بها المملكة بالقارة السمراء.
وتحدثت صحيفة “لوموند” الفرنسية بإسهاب عن انفتاح الكرة الوطنية على دول إفريقيا جنوب الصحراء ، والتعاون المثمر بين الطرفين ، مشيرة إلى أن المغرب عمل على تقوية الدبلوماسية الرياضية ، بعد استبعاده من تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2018 أمام الملف الثلاثي المشترك للولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا ، حيث زاد مؤخرًا من المبادرات والشراكات في القارة ، كما استغل عناد “الكاف” ، التي حكمت على ملاعب جيبوتي والنيجير والسيشيل وساوتاومي وملاعب أخرى بكونها لا تمثل لمعايير المباريات المؤهلة لكأس العالم 2026 وقد رحب المغرب باستضافة عدة مباريات خلال الشهر الماضي ، على أراضي ملاعب الجديدة ، بركان ، وجدة
وأوضح الباحث منصف اليازغي ، مؤلف “السياسات الرياضية المغربية” ، في تصريح لصحيفة “لوموند” الفرنسية ، أن “كل الجهود تُركز على الدبلوماسية الرياضية المغربية الإفريقية” ، مشيرا إلى أن المكانة الممنوحة للأحداث الرياضية في استراتيجية التأثير المغربية في إفريقيا جنوب الصحراء ليست جديدة ، حيث كثفت الدولة استثماراتها والزيارات الرسمية للملك محمد السادس لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع نظيراتها من الدول الإفريقية.
وأضاف اليازغي “يمكن للرياضة أن تساعد في تطوير علاقات معينة مع البلدان”.
فيما أكد عمر الخياري ، المستشار المقرب من فوزي لقجع ، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، في تصريح للصحيفة ذاتها ، أنه “عندما تأتي الأندية لقضاء عدة أيام بالمغرب ، يتم الوقوف على تسهيل إقامتها ، على سبيل المثال ، من خلال تسهيل الحصول على التأشيرات” وأضاف “نحن نُفضل أن تكون الملاعب مشغولة ، والأموال التي يدفعها هذا الاتحاد أو ذاك يتم ضخها في اقتصاد كرة القدم المغربية”.
وأشارت الجريدة الفرنسية ذاتها إلى قيمة البنيات التحتية الرياضية التي باتت تتمتع بها المملكة ، بالإضافة إلى المشاريع الضخمة على مستوى الطرقات والملاعب والمرافق الرياضية ذات المعايير العالمية ، وهو ما يضع المغرب على رأس الدول الرائدة إفريقيا.
مباريات قارية
بات المغرب مسرحا للعديد من المباريات في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 ، بعد أن قررت عدة اتحادات كروية إفريقية اللجوء إليه من أجل استقبال مباريات منتخباتها ، في ظل عدم تأهيل ملاعبها ، وسط إشادة مكونات رياضية إفريقية كبيرة بجهود المملكة وقدرتها على إنجاح جميع المباريات.
اسود الأطلس بالأدغال الأفريقية
هذا الأسبوع ومن خلال الزيارات السياحية التي قام بها بعض عناصر المنتخب الوطني المغربي وهم يقضون عطلتهم الصيفية بتانزانيا ومن خلال هذه الزيارة جسدوا العمق الأفريقي للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، خاصة بعدما اصبح المغاربة محبوبين لدى الأفارقة رياضيا واجتماعيا وكذا سياسيا علما ان ما قام به اللاعبون المغاربة يعتبر انعكاسا رياضيا لمجتمع بأكمله استنادا للمقولة المشهورة الرياضة تحقق ما لا تحققه السياسة خاصة وأن ما قام به نجوم أسود الأطلس يعتبر سفراء لبلدانهم…كما انه يحسب لهم إرتباط العمل الدولي للرياضة بإستغلال النجاحات الرياضية وإستخدامهالتطوير دبلوماسية رياضية حقيقية.