الأحد ,22 دجنبر 2024

الإعلام الرياضي المغربي: بين الغياب المقلق والحاجة إلى التميز

بقلم : عادل الرحموني

في الآونة الأخيرة ، لفتت القنوات المصرية الأنظار بمتابعتها الدقيقة لمباريات المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بجميع فئاته السنية والعمرية بتحليلات عميقة ، وتسليط الضوء على المواهب الصاعدة ، وتفصيل الخطط التقنية للمدربين المغاربة هذا الاهتمام ليس مجرد تغطية إعلامية فقط ، بل هو جهد يُظهر تقديرًا واضحًا لكرة القدم المغربية وإنجازاتها.

في المقابل ، يبرز السؤال المقلق : أين الإعلام الرياضي المغربي من هذه الدينامية…!؟

غياب الدور المنتظر للإعلام الرياضي المغربي

من المفترض أن يكون الإعلام الرياضي المغربي هو الأقرب للجمهور ، وهو الأكثر قدرة على تقديم صورة شاملة ودقيقة عن المنتخبات الوطنية المغربية ورغم النجاحات المتتالية للكرة القدم المغربية على المستوى القاري والدولي ، بدءًا من تألق المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم في كأس العالم بقطر 2022 ، ومرورا بالإنجاز الغير المسبوق للكرة العربية من خلال إنجاز المنتخب الوطني المغربي الاولمبي خلال دورة الالعاب الاولمبية بباريس 2024 إلى كأسي إفريقيا للأمم للمحليين بالمغرب والكاميرون والإنجازات القارية للفئات السنية والعمرية ، إلا أن الإعلام الرياضي المغربي يبدو غائبًا أو على الأقل غير مواكب للتطلعات.

الجمهور المغربي ، الذي أصبح أكثر وعيًا وتطلبًا ، يجد نفسه مضطرًا للجوء إلى قنوات أجنبية للحصول على تحليل احترافي ومحتوى رياضي مميز فأليس من حق المشجع المغربي أن يتابع برامج محلية تقدم له المعلومة والتحليل بأسلوب احترافي يتماشى مع طموحاته…!؟

الحاجة إلى برامج رياضية تواكب الطموحات

الإعلام الرياضي المغربي لا يقتصر على نقل المباريات والأخبار فحسب ؛ بل هو منصة تعكس الهوية الرياضية الوطنية ، تبرز المواهب وتناقش التحديات ما ينقصنا هو وجود برامج تحليلية متخصصة تقدم رؤية معمقة حول أداء المنتخبات الوطنية ، وتسلط الضوء على اللاعبين الصاعدين الذين يمثلون مستقبل الكرة المغربية.

يجب أن تكون هناك برامج رياضية مميزة تُلامس طموحات الجمهور ، وتبرز الأبطال والمواهب الصاعدة ، وتناقش الخطط الفنية بعمق برامج تسعى إلى تثقيف المشجعين ، وتعزيز انتمائهم للمنتخب الوطني، بدل الاكتفاء بالتحليلات السطحية أو تجاهل الأحداث المهمة.

الإعلام الرياضي المغربي بين التحدي والمسؤولية

الإعلام الرياضي المغربي بحاجة ماسة إلى الاستيقاظ من سباته ، ومواكبة التطورات المتسارعة في الساحة الرياضية ، الجمهور المغربي يستحق محتوى رياضيًا يليق بمستوى منتخبه وإنجازاته.

إنها دعوة صريحة للمسؤولين عن الإعلام الرياضي المغربي : كونوا صوت المنتخب ، مرآة إنجازاته ، ومنبر مواهبه ، لا تتركوا الفرصة لآخرين ينيرون طريقنا خاصة الإعلام العربي بينما نكتفي نحن بالمشاهدة من الظلال فكرة القدم المغربية تستحق إعلامًا رياضيًا يرتقي لمستوى نجاحاتها ، ويضع المشجع المغربي في قلب الحدث.

شاهد هنا أيضا

كرة القدم المغربية بين الإنجاز والانتقاد : حين يختلط الحابل بالنابل

بعد نهاية حفل جوائز التميز المنظم من قبل الكاف بمدينة مراكش المغربية أمس الاثنين 16 دجنبر 2024 على الساعة التاسعة والربع مساء وعلى مدى 24 ساعة وطيلة هذا اليوم الثلاثاء 17 دجنبر 2024 ، عجت الساحة الرياضية بنقاشات حادة حول غياب النجم المغربي أشرف حكيمي عن منصة التتويج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية…!!!؟؟؟ وكان الغضب مشروعًا ، وانتقاداتنا لقرارات الكاف ومسؤولينا المحليين قد بدت واضحة وقوية ، لكن ما لا يمكن قبوله هو أن تتحول هذه الانتقادات إلى سهام مسمومة تضرب المنجزات الوطنية وتستغل ظروف أنديتنا كمدخل لهدم ما بُني بجهد وعرق…