المتابعة: رحال الأنصاري
انطلقت مساء يوم الاثنين بالعاصمة الرباط فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية، الذي ينظمه المنتدى الوطني للتراث الحساني تحت شعار: “النموذج التنموي الجديد في خدمة الثقافة الحسانية وعمقها الإفريقي”. وشهد المهرجان حضورًا متميزًا لقبيلة الأنصار أولاد تيدرارين، الذين أضفوا على الحدث طابعًا فريدًا ومشرّفًا.
تكريم السيد الوالي محمد اليعقوبي
كان من أبرز لحظات المهرجان تكريم السيد محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة وعامل عمالة الرباط، تقديرًا لجهوده المتميزة في خدمة الجهة. تسلّم درع التكريم السيد عبد الرحيم ميراري، ممثل الوالي، بحضور شخصيات بارزة مثل النائب البرلماني سيدي إبراهيم خيا، رئيس جمعية الأنصار المغربية عمر دعنون، والفاعل الجمعوي حمانة يوسف.
وفي كلمات الثناء، أشاد المتحدثون بدور السيد اليعقوبي في دعم المجتمع المحلي وتعزيز الوحدة الوطنية، معتبرين إسهاماته نموذجًا يحتذى به في تكريس التنمية المستدامة.
مالي ضيف شرف الدورة
تُشارك دولة مالي كضيف شرف في هذه الدورة، في خطوة تُجسّد الروابط التاريخية العميقة بين المغرب وإفريقيا، وتسعى لتعزيز التشابه الثقافي والحضاري بين الشعبين.
وأوضحت خديجة لعبيد، رئيسة المنتدى ومديرة المهرجان، أن هذا الحدث يُبرز الثقافة الحسانية كرافد أساسي من روافد الهوية المغربية الموحدة، ويعمل على منحها إشعاعًا وطنيًا وقاريًا. وأضافت أن اختيار شعار الدورة يترجم رؤية النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يدمج التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع الحفاظ على التراث الثقافي للأقاليم الجنوبية.
تكريم شخصية الدورة: محمد الشيخ بيد الله
تميّز حفل الافتتاح بتكريم الوزير السابق ورئيس مجلس المستشارين الأسبق، محمد الشيخ بيد الله، عرفانًا بمسيرته الوطنية ودفاعه عن الوحدة الترابية للمملكة.
برنامج غني يعكس التراث الحساني
يقدّم المهرجان الذي يستمر حتى 27 نونبر الجاري برنامجًا غنيًا يشمل:
• أروقة ومعارض تُبرز التاريخ والمجال الحساني.
• خيام تقليدية تعرّف بأنماط العيش الصحراوية، بما في ذلك الطبخ، والأزياء، والحلي، والزينة، والألعاب التقليدية.
• أمسيات شعرية وسهرات فنية تحتفي بالتمازج الموسيقي بين الصحراء المغربية وعمقها الإفريقي.
• ندوات فكرية وعروض أفلام وثائقية تسلط الضوء على التراث الثقافي الحساني.
كما يشمل المهرجان محظرة لتحفيظ القرآن الكريم، وفقرات شعرية وموسيقية يُقدّمها فنانون وشعراء من المغرب ومالي.
رؤية ثقافية تنموية
يعكس المهرجان رؤية شمولية للنموذج التنموي الجديد، الذي يُولي اهتمامًا خاصًا للثقافة الحسّانية، من خلال دعم الإبداع الفني، وحماية التراث، وتشجيع الصناعات الثقافية. بهذا، يُرسّخ المهرجان دوره كمنصة حاضنة للثقافة المغربية الصحراوية، ويُعزّز ارتباطها بعمقها الإفريقي.