المتابعة : عادل الرحموني
في مساء السادس من نونبر 2024، توافد آلاف المواطنين إلى ساحة المشور بمدينة العيون بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، حيث شهدت الساحة عرضًا مذهلًا باستخدام طائرات “الدرون” (الطائرات المسيرة). هذا الحدث لم يكن مجرد عرض تقني، بل كان بمثابة رسالة وطنية تبرز وحدة الشعب المغربي وإصراره على التمسك بمقدساته الوطنية، وتكريماً للروح البطولية التي ميزت المسيرة الخضراء.
أجواء تاريخية واحتفالية
تحت سماء مدينة العيون، تحلق العشرات من الطائرات المسيرة في عرض فني مميز، مصحوبًا بألوان العلم المغربي، التي تزينت بها السماء في مشهد مذهل أثار إعجاب الحضور. الطائرات التي تنسق بشكل مثالي، تنقل بين الجمهور شعارات وطنية ورموزاً تاريخية تتعلق بالمسيرة الخضراء، ما جعل هذا العرض يبث روح الفخر والانتماء في قلوب جميع الحاضرين.
“روح المسيرة الخضراء” ليست مجرد ذكرى، بل هي تجسيد لوحدة الشعب المغربي في سبيل استرجاع الأراضي الصحراوية. المسيرة التي قادها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني في عام 1975، والتي شهدت مشاركة حوالي 350 ألف مغربي، كانت نقطة تحول في تاريخ الصحراء المغربية، وأصبحت رمزاً للوطنية والتضحية.
التقنيات الحديثة تجسد الروح الوطنية
يعتبر هذا العرض باستخدام طائرات “الدرون” في العيون بمثابة تأكيد على أن المغرب لا يزال في طليعة الدول التي تدمج التكنولوجيا الحديثة مع رموزها التاريخية. فقد استطاعت الطائرات المسيرة أن تحاكي بدقة وروعة لقطات من المسيرة الخضراء، مجسدة إصرار المغاربة على استرجاع حقهم في صحرائهم.
وتأتي هذه العروض التقنية لتسهم في تعزيز الذاكرة الوطنية لدى الشباب المغربي، ليشعروا بأهمية هذه الذكرى التي شكلت مرحلة مفصلية في تاريخ المملكة، ولتعريف الأجيال الجديدة بالروح الحماسية التي ميزت تلك المرحلة، وبتضحيات الشعب المغربي في سبيل استرجاع الصحراء.
التفاعل الكبير والرسالة القوية
شهد العرض تفاعلاً كبيرًا من الحضور الذين هتفوا بصوت واحد “الله، الوطن، الملك” أثناء العروض الجوية التي أضاءت سماء المدينة. وقد جلب هذا الحدث إشادات محلية ودولية، حيث اعتبره الكثيرون خطوة مهمة في تعزيز الهوية المغربية، ووسيلة مبتكرة لتعزيز الفخر الوطني.
كما أشار المشاركون في العروض إلى أن هذه الفعاليات تساهم في تعزيز الروابط بين جميع فئات الشعب المغربي، مشددين على أن الاحتفال بالمسيرة الخضراء يبقى مناسبة لتوحيد القلوب حول قضية الصحراء، التي تظل في صلب اهتمامات جميع المغاربة.
بفضل هذه العروض المدهشة بطائرات “الدرون”، أُعيد إحياء ذكرى المسيرة الخضراء بروح حديثة، تؤكد أن الشعب المغربي مستمر في التمسك بمبادئه وقيمه الوطنية. العيون، التي كانت ولا تزال رمزاً للحرية والوحدة، أضاءت في 6 نونبر 2024 بمظاهر من الفخر والمجد، موجهة رسالة إلى العالم بأن المغرب سيظل متمسكاً بقضيته العادلة، وبأن “روح المسيرة الخضراء” تظل حية في قلوب كل المغاربة.