المتابعة : عادل الرحموني
بعد تكريس ريادتها على المستويين الإفريقي والعربي، شاركت الدراجة المغربية في منافسات الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس، فكان تمثيلها مشرفا، فيما تميزت سنة 2024 بعودة طواف المغرب إلى الواجهة الدولية بعد أربعة أعوام من الغياب بفعل تداعيات جائحة كوفيد 19 وبعدها زلزال الحوز المفجع.
في رابع مشاركة مغربية على التوالي في الألعاب الأولمبية وتحديدا أولمبياد باريس (27 يوليوز -11 غشت) مثل نجم الدراجة الوطنية أشرف الدغمي المغرب في السباقين على الطريق وضد الساعة، وأبلى البلاء الحسن في هذا الأخير باحتلاله المركز 32 عالميا، وهي أحسن رتبة في تاريخ المشاركة المغربية منذ دورة روما 1960.
وكان أشرف قد قاد كوكبة المقدمة في السباق على الطريق (273 كلم) لما يزيد عن 150 كلم، ليضطر إلى الانسحاب عند الكيلومتر 168، علما بأن الدغمي كان قد أصيب بكسر في كتفه خلال خلال بطولة المغرب للسباقات على الطريق بإفران، ما كان له تأثيرا كبيرا على برنامجه الإعدادي للدورة الأولمبية.
وخلال هذه السنة قاد أشرف الدغمي المنتخب الوطني إلى الفوز بالعلامة الكاملة على الصعيدين الفردي وحسب الفرق، في الدورة ال 19 لطواف البنين، التي أقيمت في الفترة ما بين 30 أبريل و5 ماي 2024.
فعلى الصعيد الفردي فاز بالطواف أشرف الدغمي للسنة الثانية على التوالي، فيما حل المتسابقون المغاربة عادل العرباوي والحسين الصباحي وأنور رحمو على التوالي في المراكز الرابع والخامس والسادس، ما يدل دلالة قاطعة على قوة المنتخب المغربي وهيمنته على مجريات الدورة 19 من طواف البنين.
وكما في السنة الماضية فاز أشرف الدغمي بقميص أفضل متسابق إفريقي في الطواف، بينما توج المنتخب المغربي بلقب الطواف للمرة الثالثة على التوالي، متفوقا على منتخبات إفريقية وفرق أوروبية محترفة.
أول تأهل مغربي في صنف دراجة (بي إم إكس) وظهور مشرف لهيثم العمراوي في بارا لمبياد باريس.
كما شارك المغرب لأول مرة في صنف دراجة ( بي إم إكس) بواسطة نديم لغموشي ، الذي حقق إنجازا كبيرا وغير مسبوق في هذا الصنف بتتويجه عن جدارة واستحقاق بطلا لإفريقيا في دورة مدينة بولاوايو في زيمبابوي السنة الماضية ، وحجزه تلقائيا بطاقة التأهل لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وكان بذلك الإفريقي والعربي الوحيد المشارك في هذا التخصص.
وفي دورة الألعاب البارالمبية ظهر ممثل المغرب، الدراج المغربي الشاب الطموح هيثم العمراوي ( ج 1)، الذي لا يتجاوز عمره 21 سنة، بوجه مشرف جدا.
فرغم سقوطه في اللفة الأولى، استطاع العمراوي، بطل إفريقيا، أن ينهي السباق على الطريق فردي عام في الرتبة ال 24 ،علما بأن هناك دراجين من ذوي التجربة لم يكملوا السباق.
وحقق العمراوي، الدراج العربي والإفريقي الوحيد المشارك في المسابقة إنجازا لا يستهان به في السباق على الطريق ضد الساعة (1ر14 كلم) باحتلاله المركز الثامن عالميا.
وكان نجم العمراوي قد سطع في سماء القارة السمراء بعد تتويجه بأربع ذهبيات في سباقي الفردي على الطريق وضد الساعة وكذا في سباقي المطاردة وضد الساعة على المضمار خلال الدورة الثانية لبطولة إفريقيا للدراجات لذوي الاحتياجات الخاصة، التي احتضنتها القاهرة من 26 إلى 28 يونيو.
ومن جهته، حصد محمد بوشفار، ذهبيتي السباقين على الطريق وضد الساعة (صنف ج 2)، والميدالية البرونزية في مسابقة المضمار.
وتميزت سنة 2024 بالعودة القوية لطواف المغرب للدراجات، الذي يعد من أقدم الطوافات في العالم إذ يعود تاريخ إجراء أول طواف إلى سنة 1916 قبل أن يكتسي طابعا رسميا في سنة 1937.
الدورة 33 من طواف المغرب تفي بكل وعودها.
ورغم التوقف الاضطراري لمدة أربعة أعوام فقد أوفت الدورة ال33 من طواف المغرب ( تور دو ماروك)، المنظمة تحت شعار” طواف المغرب للدراجات إرث وطني “، في الفترة ما بين 31 ماي و9 يونيو 2024 ، بكل وعودها بفضل تحلي اللجنة المنظمة بالعزيمة والجدية والإصرار والحرص على النجاح بكل المقاييس، ذلك أن الطواف حقق الأهداف المتوخاة، سواء على المستوى التنظيمي أو التقني أو من حيث المتابعة الجماهيرية المكثفة أو المواكبة الإعلامية الواسعة.
وشكلت هاته التظاهرة الدولية الكبرى فرصة سانحة للتعريف بالمؤهلات الجغرافية والثقافية والاقتصادية والحضارية التي تزخر بها الجهات والأقاليم التي مرت منها قافلة الطواف، انطلاقا من مدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية، مرورا بطرفاية وكلميم وتزنيت وأكادير والصويرة ومراكش وقلعة السراغنة وخريبكة وبني ملال وخنيفرة وفاس ومكناس والرباط وصولا إلى الدار البيضاء.
فطواف المغرب، الذي بات يشكل أحد روافد التاريخ الرياضي المغربي، لما له من إشعاع كبير وسمعة طيبة في أوساط رياضة “الأميرة الصغيرة ” قاريا وإقليميا ودوليا، تميزت نسخته لعام 2024 بمستوى فني رفيع وكانت قمة في الندية والإثارة بالنظر إلى قيمة دراجي المنتخبات والفرق المحترفة المشاركة وخاصة من فرنسا وألمانيا ورومانيا وتركيا.
وتقاسم ألقاب المراحل العشرة من الطواف دراجون فرنسيون بفوزهم بست مراحل ومغاربة بتتويجهم في ثلاث محطات ودراج إيطالي.
أما الدراجون المغاربة الفائزون بالمراحل الثلاثة فهم عادل العرباوي ( المرحلة الأولى العيون – طرفاية) وأسامة خافي ( الثامنة فاس – مكناس ) و أنور رحمو ( التاسعة مكناس – الرباط).
وتوج الدراج الفرنسي أكسيل ناربون زوكاريلي من فريق (نيس ميترو بول كوت دازور) بلقب الدورة، فيما احتل الدراج المغربي صلاح الدين المراوني المركز الرابع قي الترتيب العام الفردي للطواف.
وعلى صعيد الفرق تصدر الترتيب العام الفريق المحترف الفرنسي ( نيس ميتروبول كوت دازور) بمجموع 94س و11د و 8 ث، متقدما على المنتخب المغربي”أ” بفارق 6 د و 50 ث ثم فريق (فاندي ) الفرنسي بفارق 9 د و51 ث.
يذكر أن ثلاثة دراجين مغاربة سبق لهم أن فازوا بطواف المغرب وهم أسطورة الدراجة المغربية المرحوم محمد الكورش، المتوج باللقب ثلاث مرات سنوات 1960 و1964 و1965 ومحسن لحسايني (2011) وأنس آيت العبدية (2017).
وشاركت في الدورة ال33 من طواف المغرب منتخبات وفرق محترفة من بنين وبوركينا فاسو ومصر وألمانيا وفرنسا ورومانيا وكرواتيا وتركيا والبرتغال والفلبين وغوام( الولايات المتحدة) وإنجلترا واللوكسمبورغ واليابان، فضلا عن المغرب ، البلد المنظم، الذي شارك بالفريق الوطني (أ) والمنتخب الجهوي ومنتخب الأمل والفريق القاري( سيدي علي أونلوك).
البطولة الإفريقية للدراجات الجبلية: المغرب يحرز خمس ميداليات في دورة بوسكورة.
إفريقيا حصد المنتخب المغربي للدراجات الجبلية خمس ميداليات ، ذهبية واحدة وأربع برونزيات في البطولة الإفريقية 16 للدراجات الجبلية، التي احتضنتها غابة بوسكورة يومي 11 و12 ماي، برعاية سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار ” المغرب وإفريقيا كيان واحد”.
وكانت البطلة المغربية رجاء شاكر إحدى نجمات الدورة بتتويجها بطلة للقارة في سباق اختراق الضاحية أولمبي في فئة أقل من 23 سنة واحرازها ميدالية برونزية في سباق اختراق الضاحية في مدار قصير.
وأحرزت إيمان المخير برونزيتين في السباقين معا في فئة الشابات، فيما نالت شيماء الحمري برونزية سباق اختراق الضاحية أولمبي.
وأثبتت رجاء شاكر بما لا يدع مجالا للشك بأنها بطلة من ذهب لكونها أصبحت تملك ألقابا إفريقية وعربية في السباقات على الطريق و المضمار وفي صنف الدراجات الجبلية ما يدل على أن إنجازاتها هي أكبر من سنها.
يذكر أن الدورة 16 من البطولة الإفريقية للدراجات الجبلية، المنظمة في إطار الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، عرفت مشاركة أبطال الدراجة الجبلية من 12 بلدا.
وضمن منافسات البطولة الإفريقية للسباقات على الطريق، التي احتضنتها مدينة إلدوريت بكينيا (شمال نيروبي) من 9 إلى 13 أكتوبر الماضي، أحرز عادل العرباوي الميدالية البرونزية في سباق الفردي ضد الساعة عن فئة الكبار.
المنتخب المغربي كامل الأوصاف في طواف بوركينا فاسو.
وفي سياق متصل، أتى المنتخب المغربي للدراجات على الأخضر واليابس في الدورة ال 35 من طواف بوركينا فاسو بتتويجه فرديا وجماعيا بلقب الدورة التي أقيمت في الفترة من 25 أكتوبر الماضي إلى ثالث نونبر الفارط.
فقد بسط الفريق الوطني سيطرته على مجريات الدورة من بابها إلى محرابها منذ المرحلة الأولي من الطواف التي فاز بها الثلاثي المغربي محسن الكوراجي وعادل العرباوي والحسين الصباحي ليعتلي ريادة الترتيب على الصعيدين الفردي بواسطة الكوراجي والجماعي حسب الفرق.
وظل الكوراجي ، الفائز بالمرحلتين الأولى والخامسة، محافظا على القميص الأصفر حتى الدورة العاشرة ليتوج عن جدارة واستحقاق بطلا للنسخة ال35 من طواف بوركينا فاسو ويتسلم القميص الأصفر من يدي رئيس دولة بوركينافاسو إبراهم طراوري الذي ترأس الحفل الختامي للطواف بحضور سفير المغرب في واغادوغو يوسف السلاوي.
وتوجه الرئيس البوركينبابي بأحر التهاني لبطل الدورة ال35 من الطواف محسن الكوراجي على ” روحه القتالية وإنجازه الرائع” شاكرا “كل البلدان التي شاركت في الطواف “تعبيرا عن صداقتها وتضامنها مع شعبنا”.
وبات محسن الكورجي سادس دراج مغربي يتوج بلقب طواف بوركينا فاسو بعد كل من عبد العاطي سعدون (2002 و 2009) وعادل جلول (2007) ومحسن لحسايني (2015) وصلاح الدين لمراوني (2017).
وتصدر محسن الكورجي الترتيب العام الفردي بقطعه مسافة الطواف (93ر1188 كلم) في زمن قدره 27س و28د 21ث متبوعا بمواطنيه إدريس العلواني وعادل الغرباوي.
وعلى مستوى ترتيب المتسابقين الشباب كان اللقب من نصيب الدراج المغربي إدريس العلواني ، الفائز بالمرحلة الثامنة.
وعلى صعيد الترتيب العام حسب الفرق توج باللقب المنتخب المغربي برصيد 82 س و25 د و 42 ث متقدما على منتخب الكاميرون وفريق فلاندرز المحترف البلجيكي، فيما حل منتخب البلد المضيف رابعا.